في اليوم التالي...


بدأت يومي كالمعتاد، نفس الروتين يتكرر دائما، أطفأت المنبه الذي كان يرن و إستيقظت الساعة السابعة و الربع، قمت بترتيب المنزل بما أن أمي ليست هنا لا أعلم متى ستعود، لم يكن هناك الكثير من الأعمال رتبت غرفتي و مازال المطبخ فقط، فهما الغرفتان الوحيدتان اللتان ألِجهما.


إنتهيت من ترتيب غرفتي، إرتديت ملابسي و غسلت أسناني و نظمت حقيبتي، نظرت إلى ساعة يدي لأرى أنها السابعة و النصف، نزلت في الدرج نحو المطبخ لأتناول الفطور، لم أجد شيئا يذكر فإكتفيت ببعض الرقائق مع الحليب.


أنهيت فطوري بسرعة و نظفت المطبخ، أنعيت كل شيء، لبست حقيبتي و خرجت من المنزل منظرة الباص المتجه نحو المدرسة.


وصلت للمدرسة بعد مدة و قد دخلت الصف و أنا متعبة، رددت التحية على بعض الفتيات و جلست متعبة فوق مقعدي لأضع رأسي لكي أنام قليلا لكن الجرس قد رن، تبا!


دخل الأستاذ و بدأ الدرس، كان يوم الإثنين و قد كان لدينا حصة في الكيمياء، يا إلهي، مرت الحصص بسرعة السلحفاة أو أبطئ ليرن جرس الحرية و تبدأ الإستراحة، تذكرت كلام إينفو تشان فذهبت لنادي التمثيل بعدما كتبت طلبا للإنضمام إليه.


وصلت إلى غرفة النادي و سألت عن مكان المسؤول، فذهبت إليه و أعطيته طلب التسجيل فوافق، أخبرني أن لديهم تدريب لمسرحية في المساء و يحتاج لمساعدة فطلب مني القدوم، وافقت على ذلك فهذه أفضل فرصة.


عدت بعدها للصف و مررت قبلها بآلة بيع المشروبات لأشتري قارورة مياه غازية فلم يكن لدي ما يكفي، فوجئت بعدها بأحد مد يده إلي و أعطاني واحدة، نظرت إلى وجهه لأرى أنه سينباي، يا إلهي!


قالت بإبتسامة تشق وجهه:"عذرا... تفضلي"


و مد يده إلي لأمسكها و تحمر وجنتاي و أقول له بتوتر :"شـ.. شكرا لك! .. "


بقي كلانا في صمت محرج ينظر إلى الأرض حتى كاد يقول شيئا لكني خجلت و قلت له :"عفوا علي الذهاب!.. أ... أراك لاحقا! "


و ركضت بعدها تاركة إياه، وصلت للصف أحاول تدارك ما حدث، هل أنا في حلم فليقرصني أحدهم، لا! إنه حلم جميل، بل حلم حقيقي جميل.


أمسكت القارورة الباردة و أنا أمسح بها وجهي، إنها هدية من سينباي سأحافظ عليها لكن الآن سأشربها ليصبح سينباي جزءً مني، فتحت القارورة لتصدر صوتا، كانت تقترب من فوهة فمي لتنزل إلى معدتي حتى أحسست بدفأ في يدي رغم برودة القارورة.


نشرت إليها لأرى القارورة غير موجودة لأقف بعدها بذعر و أرى بعدها أستاذة الأحياء تمسك بها و تقول :"عذرا سيدة تاماكي الشرب أو الأكل أثناء الحصة ممنوع. "


نظرت إلى الصف لأرى الكل ينظر إلي، لقد إنغمست في أحلامي الوردية حتي نسيت أن الحصة قد بدأت، إعتذرت من الأستاذة و طلبت منها أن تعيدها لي لكنها رفضت، بقيت أترجاها حتى تعيدها إلي حتى إنهارت و صرخت علي بكلمة لا.


جلست في مكاني و ذهبت لتكمل الحصة و وضعت القارورة في حقيبتها، و أنا أشد على تنورتي بغصب فتنزل دمعة على فخذاي المكشوفان، كيف تجرؤ و تلمسها إنها من سينباي!


لكن صبرا فسترى ما سيحدث لها، علت وجهي إبتسامة مخيفة، نعم إنه هدوء ما قبل العاصفة أو بالأصح الهول الذي سيأتي.


إنتهت حصة الأحياء و ذهبت الأستاذة لصف آخر، و تتالت الحصص حتى إنتهى الدوام، سألني بعض الفتيات إذا أردت أن أرافقهم لكني رفضت متحججة بأن لدي عمل مهم أقوم به، ذهبت إلى الحمام إنتظرت جميع التلاميذ أن يخرجوا حتى أبدأ إنتقامي.


كانت أستاذة الأحياء آخر من يخرج من المدرسة، فهي تعود لإرجاع أدوات التشريح إلى مخبر العلوم المتواجد في آخر الرواق العلوي، و هذا من حسن حظي، انتظرتها حتى تذهب إلى المخبر و تبعتها خفية، و ما إن وصلت إلى المخبر حتى فتحت قفل الباب و دخلت لتضع الأدوات، إنتهت و خرجت لتقفل قفل الباب، فتفاجأت عندما رأتني واقفة وراءها ناكسة رأسي.


كانت يداي وراء ظهري، كنت مرتدية قفازات و كنت ممسكة بمقص بيدي اليسرى، تنفست الصعداء لتهدأ من روعها و تقول :"اوه هذا أنت سيدة تاماكي، ما بك لقد أفزعتني، لماذا أنت هنا، هل هذا من أجل مشروبك؟ تفضلي هذا ثمنه"


مدت إلي يدها اليسرى التي بها النقود التي أخرجتها من جيبها لأصفعها بيدي اليمنى و تسقط النقود، قالت بنوبة غضب و هي تجهز كفها لتضربني:"أنت! أيتها الوقحة! "


كانت ستصفعني حتى أمسكت كفها بيدي اليمنى بقوة، فحاولت الإفلات حتى أفلتت و قالت :"يالوقاحتك! لقد أشفقت عليك سيدة أيانو لكنك رددتي معروفي بتصرف وقح منك! "


قالت لتدير ظهرها و تذهب، حتى تبعتها ببطئ َو أنا ممسكة بالمقص لتنظر لي و ترى المقص، و تعود إلي لتمسك بيدي اليمنى بقوة و تقول:"ماذا تفعلين بهذا المقص؟ هل قمت بسرقته! هل سرقت هذه القفازات أيضا! هذا يستدعي إلى عقوبة هيا أعطيني إياه! ألم تسمعيني أعطيه لي! "


بدأت تحاول نزعه مني لكنها كل مرة كانت تلاقي مني الرفض، حتى سئمت و ذهبت لتقول:" إنتظري غدا و سوف ترين ماذا سيحل بك! "


قالت لتذهب و أبدأ بالضحك لتستدير لي بملامح تقزز لترى ملامحي المخيفة، لأجري وراءها ممسكة المقص لتتحول ملامحها إلى الذعر و الخوف و تحاول الهروب لكنها تعثرت في الدرج لتسقط و لا تستطيع النهوض، و تنظر إلي بخوف و هي تحاول التراجع و أنا أقدم حتى يوقفها الحائط، بدأت تقول مترجية إياي:" أرجوك سامحيني! خذي، يمكنك أخذ جميع أموالي لكن لا تفعلي ما أفكر به، أنا أترجاك! "


قالت لأبدأ بالضحك بهيستيريا و تبدأ تضحك معي ظانة أنه مقلب حتى تحولت ملامحي إلى الجدية و قمت أقترب منها لأغرس المقص فيها و هي تترجاني و تحاولي منعي بذراعيها لكني بدأت أطعنها طعنة تلو الأخرى، و هي تصرخ من الألم، حتى تغاشت من كثرة الدم الذي فقدته و الذي غرقت فيه، لأنهض ألعق بعدها المقص و أنا أبتسم و أتلذذ طعم الدم.


في اليوم التالي ،جاءت الشرطة و أغلقت الرواق العلوي بعدما وجدوا أستاذة الأحياء مقتولة بعشرين طعنة مع شرايين يد يمنى مذبوحة و في ذراعها عبارة "Don't touch him" مكتوبة ، و ذاع خبر قتل الأستاذة بين الطلاب، "إنها الضحية الثانية له"، "لقد سمعت أن أحد التلاميذ وراء هذا أنا خائفة!"، "يقولون أن هذا القاتل المتسلل يقتل الفتيات فقط! "، "أيعقل أنها تلميذة تقتل كل من يعبث مع حبيبها" ، كل تلك الإشاعات إنتشرت كالوباء و طبعا كل الإجابات ستكون عند صحيفة المدرسة.


كنت جالسة مع إينفو تشان في غرفة الطباعة نتناول الغداء حتى قالت لي :"أيانو يجب عليك أن تتوقفي عن قتل كل من يضايقك سوف يشكون بك، كما أن الشرطة بدأت بعمل دوريات مراقبة من أجل التحقيق و سيشكون بك لذلك توخي الحذر"


"لا تقلقي لن يكتشفوا أمري، أنا أقوم بمسح كل الأدلة من موقع الجريمة"


"بكن لماذا كتبتي تلك العبارة في ذراعها، ربما سيعرفون أن القاتل فتاة!"


"إنه مجرد تحذير لإرهاب التلاميذ، المهم أنا ذاهبة نادي المسرح يحتاجني، وداعا إينفو تشان! "


"ود.. وداعا... "



2021/01/17 · 251 مشاهدة · 1050 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024